الثلاثاء، 3 يوليو 2012

مدينة على الهامش



منذ فترة قريبة اضطررنا للأسف للذهاب إلى مستشفى الزرقاء الحكومي في منتصف الليل حيت تم نقل والدة زوجي إلى هناك كونه المستشفى الحكومي الأقرب لها. وهذا المستشفى المعروف باسم مستشفى الحاووز واسمه المتداول بين الناس هو " المسلخ " هو المستشفى الحكومي الوحيد في مدينة الزرقاء وجميعنا يعرف مقدار المشاكل الموجودة في هذا المستشفى والملاحظات السلبية حوله.


تثار قضية حول هذا المكان من فترة لأخرى لكنها ما تلبث أن تخبو دون جدوى فلم يتغير أي شيء فيه بل على العكس مع الوقت يزداد قذارة وإهمالا. هذا المكان لا يمت بصلة لمفهوم كلمة مستشفى ولا تنطبق عليه أدنى المواصفات والشروط الواجب توافرها في المستشفى. هناك نقص في عدد الأطباء، المكان دائما قذر وفي حالة فوضى، الأطباء الموجودون غير مبالين ولا يقدمون علاجات فعالة للمرضى، الجميع يقوم بالتدخين داخل المستشفى الزوار، الأطباء وحتى المرضى... الخ من المشاكل الموجودة فيه.


أثناء تواجدي في المستشفى خطر لي المقال الذي صدر منذ مدة عن احتفال الزرقاء بعيد الجلوس الملكي وكيف أنها حققت إنجازات عظيمة جعلتها تضاهي مدن العالم المتقدمة حتى أنني عندما قرأت المقال اعتقدت أن الكاتب يتحدث عن مدينة أخرى! الزرقاء أيها الكاتب الكريم تبعد كل البعد عما كتبته في مقالك. فهي تعاني تهميشا عظيما وتفتقر لمقومات الحياة المدنية حتى تكاد تشبه القرى في قلة الخدمات الموجودة فيها. 


أظن الكاتب الكريم لم يذهب إلى مستشفى الزرقاء الحكومي ويرى حاله، ولم يذهب إلى الغويرية ويرى كمية التلوث البيئي والبصري الموجودة هناك ولم يشاهد المنازل الملتصقة ببعضها ولم يمشي في أزقتها ويشم رائحة مياه المجاري التي تفيض صيفا شتاء حتى باتت هذه الرائحة ماركة مسجلة للمنطقة ولم يشاهد الاكتظاظ السكاني فيها. وأظنه أيضا لم يذهب إلى حي رمزي أو الزواهرة ولم يزر جناعة ولم يذهب إلى الهاشمية وغيرها الكثير. أعتقد أن الكاتب زار الزرقاء بالطائرة لإنه لم يلاحظ كمية الحفريات في الشوارع ولم يشاهد التخطيط غير المدروس للشوارع وأعمال الصيانة أو لا أدري ما الهدف من هذه الأعمال التي تبدأ ولا تنتهي في شوارعها. وعلى الأغلب أنه كان يضع كمامة لأنه لم يشم روائح النفايات الملقاة في كل مكان في المدينة ولم يشاهد كمية الذباب الذي فاق عدده سكان المدينة. من الممكن أن الكاتب الكريم زار منطقة الزرقاء الجديدة وهي المنطقة التي تم استحداثها مؤخرا وتركزت فيها معظم النشاطات والتي ضحكوا بها على أهالي المدينة لإيهامهم بوجود جهود تحسينية في المدينة التي أراها بدوري استحداثا عشوائيا ارتكز على شارع أو شارعين في المدينة توجد بها جميع المحلات والمطاعم والخدمات وبالتالي كل من يريد الحصول على خدمة محترمة عليه الذهاب للزرقاء الجديدة والتي أجدها تحمل تلوثا بصريا فقد توزعت المحال والمطاعم فيها بطريقة خاطئة أدت إلى ازدحام المنطقة.

لا يوجد في الزرقاء شوارع محترمة، لا يوجد صرف صحي، لا يوجد متنفس لأهالي الزرقاء، لا يوجد حدائق، لا توجد مستشفيات حكومية حقيقية قادرة على استيعاب أهالي الزرقاء وخدمتهم بالشكل المناسب، لا توجد مشاريع قادرة على حل مشكلة البطالة في المدينة. في الزرقاء أيها الكاتب الكريم لا يوجد مدينة... توجد حالة من الفوضى والإهمال لا تناسب مدينة الزرقاء وأهلها. في الزرقاء أناس طيبون يستحقون أن تكون مدينتهم أفضل كما هي عمان.


وهذه بعض الصور من مستشفى الزرقاء الحكومي..


أحد أسرة المستشفى


سرير آخر 


أرضية المستشفى 


هذه ملاعب أطفال الزرقاء 


هذا حال النفايات دوما 


منطقة صحية بامتياز 


إحدى الحارات 


صورة من الهاشمية 




ملاحظة: الصور الموقعة هي من تصوير المبدع بلال الخطيب وصور المستشفى التقطها بعدسة موبايلي أما باقي الصور فهي مأخوذة من مجموعة الزرقاء كلمة وصورة.. شكرا لهم

مرفق رابط المقال الذي تحدثت عنه في البداية.. http://www.alrai.com/article/519126.html

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

http://www.facebook.com/groups/395826877096886/photos/ رابط مليء بالصورة التي تتعلق بمدينة الزرقاء..بلال الخطيب

نائله صالح يقول...

شكرا أستاذ بلال
:)