قبل ما يقارب الأسبوع كنت في شارع الوكالات في عمان في وقفة تضامنية مع الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي. وهناك التقيت بفتاة أمريكية مسلمة ومحجبة متزوجة من شاب فلسطيني. الزوجان يعيشان في السعودية وهناك التقيا حيث تعمل الفتاة معلمة في إحدى المدارس هناك والشاب يعمل محاسبا. كانا مسافرين إلى فلسطين وجاءا إلى عمان مرورا فقط وبالصدفة أثناء تجولهما في عمان شاهدا الوقفة التضامنية وانضمّا لها. تحدثت معها مطولا وأخبرتني عن حبها لفلسطين ومساندتها للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وأخبرتني عن سوء الفهم الحاصل للقضية من قبل الأمريكيين وكيف أنهم لا يعرفون الحقيقة بالشكل المفروض. كما تحدثنا عن إسلامها وأنها ارتدت الحجاب بكامل إرادتها وكيف تهتم بالقرآن وتتعلمه وتحب الحجاب جدا وتشعر بالراحة بارتدائه. وكانت تشعر بالسعادة الغامرة لأنها ستزور فلسطين للمرة الأولى في حياتها.
اليوم قامت بإضافتي على الفيس بوك وتحدثنا مطولا وسألتها عن زيارتها لفلسطين وإن كانت أعجبتها لكنها فاجأتني بقولها:
" The Israelis didn't let me
they interrogated me for 8 hours
"


لم يسمح لها الإسرائيليون بالدخول واستجوبوها لمدة ثمان ساعات...! وعندما سألتها عن السبب أجابت:
Because I wore my hijab, she was so crazy asking about Islam and why I am muslim and why. I should have just stayed catholic
than she accused me of being in a organization

السبب كان إسلامها وحجابها...! وكونها أمريكية محجبة فهي لا بد وأن تنتمي لتنظيم ما...!!!
طبعا الفتاة كانت غاضبة جدا وحزينة لأنها كانت تتمنى دخول فلسطين ولكنها للأسف لم تتمكن من ذلك وعادت إلى أمريكا. وقالت بأنها لن تتمكن من دخول فلسطين لأنهم وضعوها على القائمة...! ثم أكملت قائلة أن أهل زوجها نصحوها بالحضور عن طريق مطار تل أبيب في إسرائيل لكنها ليست مرتاحة للفكرة وتريد الدخول عن طريق فلسطين لا إسرائيل. وسألتني إن كان من الممكن أن تدخل عن طريق تل أبيب بعد أن من منعت من الدخول عبر الجسر؟ فقلت لها بأنني لا أملك معلومات عن الموضوع وأنها تستطيع سؤال شخص لديه معلومات لتحصل على إجابة صحيحة. فقالت أنها ستسأل السفارة الأمريكية ولكن...!!
" Maybe ill ask the US embassy but maybe they are crazy too "
منعت الفتاة من الدخول على حد قولها فقط لأنها محجبة، وهي تعتقد أنها لو لم تكن محجبة كان من الممكن أن يسمحوا لها بالدخول؟!!
لم تشفع لها جنسيتها الأمريكية ولم يجدوا حجة لهم سوى الإسلام والحجاب. ولم تراجع سفارتها الأمريكية ليقينها أنهم لن ينصفوها ولن يحركوا ساكنا تجاه الموضوع.
غادرت الفتاة الأردن وعادت إلى أمريكا وسافر زوجها وحيدا إلى فلسطين ولم تتمكن من تحقيق حلمها بزيارة فلسطين مثلها كباقي الفلسطينيين في أنحاء العالم الذين يحلمون بفلسطين ويتمنون الوصول لها قبل أن تعود أرواحهم للسماء.
وفي النهاية يبدو أن إسرائيل لا تأبه بأحد حتى بحليفتها أمريكا ولا تدلل أهلها كما تدللها أمريكا..!
صورة للفتاة وزوجها في الوقفة التضامنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق