الخميس، 17 مايو 2012

تكسي....!



أنا ما بعرف أسوق وزوجي مش دايما متواجد حتى يوصلني وين ما بدي وبالتالي بعتمد بشكل كبير على التكسي في حركتي وتنقلاتي. ولي مع التكسي الكثير الكثير من المواقف والحكايات كما للكثير منكم.

من يومين طلعت مشوار بتكسي وصراحة كنت في حالة صدمة لإنه الشوفير اللي ركبت معه حالة نادرة وأول مرة بتمر علي وتمنيت لو كل سواقين التكسي متله.

شو الملفت في هاد الشوفير..؟!
 بداية كان في قمة الأدب والذوق وقبل ما نتحرك سألني وين بدي أروح ولما خبرته سألني من أي طريق بحب أروح وأنا وقتها جاوبته إنه ما بيفرق يختار الطريق اللي بده إياه وتحركنا وبدا المشوار. المهم بالطريق كان يشرحلي وين إحنا وإذا أنا بعرف هاد المكان وإذا بعرف أوصل للمكان اللي بدي إياه من خلال هاد الطريق.

واحنا بالطريق صار بده يعبي بنزين سألني قبل ما نوصل الكازية بكل أدب إذا بسمحله يوقف يعبي بنزين او لأ ولما وقفنا في الكازية تأخرنا شوي لإنه كانت الحركة بطيئة ووقتها الشوفير اعتذر اكتر من مرة وانه لو بعرف انه راح يتأخر ما كان وقف وعبى وانه بيعتذر لإنه أخرني عن مشواري وهو آسف جدا...!

طول الطريق ما حكى معي ولا كلمة ولا حتى حاول يحكي معي أي كلمة وما رفع عينه عن الطريق ورن تلفونه وما رد ولا حتى مسكه ليعرف مين اللي برن عليه. ووصلت مشواري وانا مصدومة جدا.

صراحة هاد الشوفير حالة ما بتتكرر كتير لإنه كلنا بنعرف شو وضع سائقي التكسي وكيف بتصرفوا وقديش في تصرفات سيئة ومزعجة بعملوها. ومن هاي التصرفات المزعجة موضوع التدخين وفي كتير سائقين ما بقبلوا يطفوا السيجارة حتى لو طلبت منهم يطفوها أو بالأصح بولع سيجارته بدون ما يستأذن أو يسأل إذا انت بتتاضيق من الدخان او ما عندك مانع يدخن. غير موضوع المسجل اللي بكون مفتوح بأعلى صوت وبكون مزعج جدا لدرجة إنك ما بتسمع حالك لو بدك تحكي مع حالك. والرد على التلفون والحكي على التلفون طول الطريق. بتذكر مرة ركبت مع تكسي من ضاحية الرشيد للبيادر وهو يحكي تلفون والمصيبة انه كان شابك التلفون على سماعات السيارة وبالتالي انا سمعت كامل المكالمة اللي كان بحكيها وكانت مكالمة تافهة وباردة وكان فيها ألفاظ مؤذية وتخانقت معه وقتها لحتى أنهى المكالمة. او لما تركب تكسي ويوديك من طريق تانية ويلف فيك الدنيا بحجة انه بده يهرب من الازمة والهدف كله في الاخر انه يطول المسافة وياخد فلوس زيادة. او لما ما يقبل تركب لانك حامل كتير اغراض معك وغيرها كتير من الممارسات المؤذية والمزعجة.

والمشكلة الكبيرة وقت الأزمات ورمضان والمناسبات بصير التكسي اشي نادر ومش سهل تلاقيه لانه وقتها بصير الشوفير يختار الراكب...! يعني مرات كتير بكون اكتر من شخص واقفين يستنوا تكسي والتكسي ما بوقف الا للبنت الحلوة الامورة وما بسأل بحدا تاني. أو لما يصير يختار الاتجاه وما يرضى يوصلك للمكان اللي بدك اياه ويصير يتحجج انه ازمة ومش عارفة ماله الشارع وما بده يروح هديك المنطقة. وصارت معي مرة اني ركبت تكسي بدون ما أحكيله وين بدي أروح، على طول ركبت وقعدت وسكرت الباب وضل واقف وما رضي يتحرك وسألني وين فلما حكيتله وين بدي أروح ما رضي ونزلني من السيارة قال هلا اجى من هديك المنطقة وكانت ازمة كتير. 

الفكرة من كل هاد الحكي إنه التكسي سيارة عمومية مش خاصة وبالتالي الهدف منها خدمة مجتمع وخدمة ناس يعني أشخاص وأمزجة وثقافات مختلفة فالمفروض من سائق التكسي يكون على وعي ودراية للتعامل مع كافة الفئات اللي بتركب معه. كمان المفروض يكون السائقين مدربين للتعامل بلباقة وتهذيب مع الناس ويفهموا الهدف المطلوب من سيارة التكسي وهي إنهم يوصلوا الناس لوين ما كان وفي أي وقت.
طالما إنت بتشتغل شوفير تكسي لازم تكون عارف شو المطلوب منك مش تقعد تتجبر في العالم.

والمصيبة إنه لما تحكي مع شوفير التكسي بحكيلك الشغل واقف وما في شغل ومش لاقيين ياكلوا وبصيروا يشحدوا... في شغل وفي كتير ناس بركبوا تكسي بس انتوا ما بدكم تشتغلوا.
راعوا ربنا في شغلكم وفي العالم اللي بتتعامل معكم ووقتها بصير في شغل وشغل كتير كمان.



ليست هناك تعليقات: