" إن شاء الله وإنت جاييكي الصبي " ، " عقبال فرحتك بالولد ".... هذه العبارات وغيرها الكثير من العبارات المرتبطة بإنجاب الأولاد تتردد على مسامعي كثيرا خاصة من السيدات كبيرات السن. في كل مناسبة ولقاء تتردد الأسئلة حول الحمل وتبدأ الصلوات والأدعية ليرزقني الله بالولد الذي سيحمل اسم العائلة.
هل ستكون فرحتي ناقصة إن لم يرزقني الله بالولد، ألن تستمر حياتي بدون هذا الولد؟
أستغرب أن مفهوم الولد والبنت ما زال رائجا في عصرنا هذا مع كل التقدم والعلم والانفتاح. ما زال الكثيرون يغضبون عندما تنجب زوجاتهم بناتاً، وما زال الكثيرون يصرون على كثرة الإنجاب محاولة تلو الأخرى على أمل أن يأتي الولد المنتظر!
قد ألتمس عذرا لكبار السن فقد نشأووا وترعرعوا على مبدأ الأفضلية بين الولد والبنت وبأن الولد هو صاحب الكلمة الأخيرة في المنزل وصاحب الحق الدائم في كل شيء. ولكن ما أستغربه هو موقف العديد من أصحاب الشهادات والمتعلمين الذين ما زالوا يفكرون بهذه الطريقة..!! فأجد كثيرا من صديقاتي في كل جلسة يتحدثن عن رغبتهن في إنجاب ولد علما بأنه لديهن بنات ولكن لا... البنت ليست كالولد. والكثيرات ما زلن ينجبن باستماتة على أمل أن يكون الحمل اللاحق ولدا. حتى أن الكثيرين بدؤوا باستخدام التقنية الجديدة التي يتم من خلالها تحديد جنس المولود وعلى الرغم من المشقة الناجمة عنها وعدم فعاليتها بشكل قاطع وتكاليفها المالية المرتفعة إلا أنهم يلجأون لها أملا في الحصول على الولد.
لماذا كل هذه الاستماتة في الحصول على الولد؟
كبار السن يربطون الولد دائما بالحفاظ على اسم العائلة فهو سيحمل اسم عائلته على مر الأجيال. فإن لم يكن لك ولد مات اسم عائلتك! " الولد يحمل اسم العائلة ", " الولد سند لأهله ". البنت أيضا لا تقل أهمية عن الولد فهي حنونة ومحبة وقادرة أيضا على الاعتناء بعائلتها وتحمل المسؤولية تماما كالولد وأكثر. كثير من الذكور كانوا وصمة عار في حياة ذويهم فلم يجلبوا لهم سوى المشاكل والأذى وفي المقابل هناك الكثير من البنات اللاتي أخذن على عاتقهن مسؤولية العائلة وإعالتها والاهتمام بها. وكما يقال ابن فلان ما شاء الله دكتور أيضا يقال ابن فلان فاشل أو سيء التربية أو..... كثير من الصفات التي لا ترفع اسم العائلة. وأيضا يقال ما شاء الله ابنة فلان دكتورة أو مهندسة وتعمل كذا وكذا.. فلا تنكروا للبنت فضلها. فالبنت أم وزوجة وابنة وفي كل موقع لها إن أحسنت أدخلت الجنة ودخلتها بإذن الله.
عندي بنت واحدة وأتمنى أن يرزقني الله بولد ولكن أسبابي مختلفة... عندي ثلاثة أخوة ذكور كانت تجربتي معهم جميلة جدا وأشكر الله تعالى على وجودهم في حياتي فهم سندي في مراحل حياتي المختلفة حتى الآن وأتمنى أن تحظى ابنتي بنفس التجربة فلا تكون وحيدة في هذا العالم خاصة في المستقبل مع تقدمنا في العمر. أريد أن يكون لها أخا يرعاها ويهتم بها فبعض المواقف يجب أن يكون للفتاة فيها رجل يقف بجوارها.. رجل آخر غير زوجها. ولكن إن لم يرزقني الله الولد فلن تكون نهاية العالم فالأمر بيد الله.
قال تعالى: ( لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء، يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ) - الشورى 49
لا أجد سببا للتفضيل بين المولود الذكر والمولود الأنثى فكلاهما قد يكون سببا لسعادتنا أو تعاستنا. لنحمد الله على أنه رزقنا ذرية ونأمل أن تكون ذرية صالحة بغض النظر عن كونها ذكرا أم أنثى. فهناك من هو عقيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق