الأربعاء، 9 مايو 2012

دبلوم...!!



درجة علمية يحصل عليها المرء بعد قضاء عامين في الكلية يليها امتحان عام يسمى الشامل وباجتيازه يحمل المرء درجة الدبلوم والتي هي أقل من درجة البكالوريوس. ولكنها تبقى درجة...!

يعاني حاملوا الدبلوم خلال رحلة بحثهم عن عمل بعد التخرج وذلك لأن الغالبية العظمى من أصحاب الشركات يطلبون درجات أعلى كالبكالوريوس، وإن حظي صاحب الدبلوم بوظيفة يكون راتبه والامتيازات التي يحظى بها أقل من نظيره الذي يحمل درجة البكالوريوس. وبالتالي تذهب سنوات دراسته هباء منثورا وقد يضطر أحيانا لإكمال دراسته الجامعية بعد الدبلوم للحصول على البكالوريوس والتي قد تشكل عبئا ماليا عليه أملا في تحسين وضعه المهني.

ولم يقتصر الأمر على العمل فقط بل إن حامل الدبلوم لو أراد الزواج لن يقبل به أحد.. وأنا أتحدث عن الذكر والأنثى من حاملي الدبلوم. كثيرا ما يسألني أصدقائي أو أقاربي عن فتاة للزواج وعندما أسألهم عن المواصفات المطلوبة في هذه الفتاة تكون إحداها أن تحمل شهادة " البكالوريوس "...! وأذكر مرة أن صديقة لي تقدم لها شاب معه دبلوم ورفضه أهلها لأن صديقتي من حملة البكالوريوس فهي أعلى منه ولا يمكن أن يزوجوها به...! لم يكن الرفض لقلة دينه أو لعيب في أخلاقه أو نسبه.. عيبه الوحيد أنه دبلوم...!!

لا أعلم كيف سيؤثر موضوع الشهادة في الزواج. هل الفتاة التي حصلت على الدبلوم لن تستطيع القيام بواجباتها في المنزل كالفتاة التي حصلت على البكالوريوس، وهل حاملة البكالوريوس ستكون الأبرع في المطبخ والطبيخ؟
وبالنسبة للرجل.. هل حامل الدبلوم لن يستطيع التكفل بما تحتاجه زوجته وأولاده، وهل حامل البكالوريوس سيكون الأقدر على تحمل مسؤولية الزواج؟ إن كان الموضوع ماديا بحتا بالنسبة للرجل فهناك الكثير من الرجال الذين لا يعرفون القراءة والكتابة ولكنهم ماديا أفضل من حملة الشهادات العليا...!

أما عن أصحاب العمل الذين يتعاملون بمبدأ البكالوريوس والدبلوم، هناك الكثير من العباقرة والناجحين في العالم لم يحصلوا على شهادات ومع ذلك تقدموا ووصلوا وأبدعوا في الكثير من المجالات. هل فكرت أن حامل الدبلوم قد يكون التحق بالكلية لأسباب مالية، هل فكرت أنه لم يستطع تحمل تكلفة الجامعات المرتفعة وأن التحاقه بالكلية وحصوله على الدبلوم ليس قلة ذكاء أو عدم كفاءة منه؟؟

وطالما أن الدبلوم وصمة عار في حياة حامله فلماذا لا تقوم وزارة التعليم العالي بإلغائه وإزالة كاهله عن حامليه..؟!!

العبرة ليست بكمية الشهادات التي تحملها ولا بالدرجات العلمية التي حصلت عليها. فإن كان عقلك فارغا فأنت لم تحصل على شيء. كثير من حملة الشهادات العليا لم ينجحوا في الحياة العملية وكثير ممن لا يحملون شهادات عليا نجحوا وأبدعوا.

فمتى سنبدأ النظر إلى عقول الأشخاص وقدرتهم على الإبداع بدلا من السؤال عن شهاداتهم ومؤهلاتهم العلمية. متى سنبدأ بتقدير الإنسان بدلا من تقدير ورقة يحملها..؟؟!




ليست هناك تعليقات: